احمد المشاغب أحمد شنــــــــــــــاق
عدد المساهمات : 68 تاريخ التسجيل : 07/05/2011 العمر : 28 الموقع : www.a7medshunnaq.mam9.com
| موضوع: كيفية الاستخدام السلبي للإنترنت السبت مايو 07, 2011 6:05 am | |
|
الاستخدام السلبي لشبكة الإنترنت د/ مجدي محمد يونس كلية التربية بجامعتي المنوفية: بمصر والقصيم : بالسعودية ترجع الجهود الأولى لمعرفة العالم لشبكة الانترنت Internet إلى عقد الستينات من القرن العشرين ، حينما كانت وزارة الدفاع الأمريكية تخشى أن يؤدي الهجوم عليها بالأسلحة النووية إلى انقطاع قنوات الاتصال مع مراكز القيادة الأخرى ، لذلك أقامت وكالة الأبحاث بوزارة الدفاع أول شبكة حاسبات موزعة سميث ( أربانت ARBANET) ثم قامت بعد ذلك مؤسسة العلوم الوطنية بإنشاء شبكة مماثلة كان الهدف منها هو ربط عدد كبير من الجامعات الأمريكية مع بعضها البعض بقنوات اتصال ، وقد ارتبطت هذه الشبكة الوطنية مع الشبكة العسكرية أربانت لتصبحا العمود الفقري لما يعرف بالشبكة العنكبوتية ( انترنت Internet ) .
استخدامات شبكة الإنترنت : مما لاشك فيه أن الأمر الذي دفع المسئولين إلى تقديم خدمة انترنت بمصر هو تمتع هذه الشبكة بالعديد من المزايا والإيجابيات، ولعل من أهم إيجابيات شبكة الإنترنت ما يلي: 1. أنها قلصت الحدود والمسافات بين الدول ، وحدت من مساحة الزمن . 2. وأسهمت بفاعلية في كافة نواحي الحياة ، ففي المجال الاقتصادي ازدهرت التجارة الإلكترونية عبر الانترنت . 3. وفي المجال التعليمي فإن شبكة الانترنت تقدم إسهامات عديدة تخدم هذا المجال ، بل وأحدثت فيه ثورة كبيرة في تنوع مصادر المعلومات من كتب الكترونية ودوريات . وقواعد للبيانات والموسوعات ، والمواقع التعليمية والبحثية ، كما أنها تساهم في حل كثير من المشكلات التعليمية كتعليم اللغات الأجنبية والتغلب على صعوبات التعليم ، وتغير في مفاهيم وطرق وأساليب التدريس ، وغيرها من العمليات التعليمية المتعددة . 4. وثمة استخدامات ومزايا أخرى عديدة في قطاعات الخدمات مثل البنوك والصحة والتأمينات الاجتماعية ، وقطاعات الاقتصاد والزراعة ، والسياحة ، والدفاع وغيرها ..
وعلى الرغم من الإيجابيات المتعددة والمزايا المتنوعة لاستخدامات شبكة انترنت ، إلا أن الأمر لا يخلو من العديد من المخاطر والسلبيات ، ذلك أن الانترنت لا تتمتع بأي قدر من الخصوصية أو السرية ، وليس لها حماية قانونية للأفراد أو المؤسسات ، ولعل من أبرز الأخطار الناجمة عن الاستخدامات السلبية للانترنت ما يلي : 1. الاستخدامات اللا أخلاقية في الإطلاع على الأفلام الإباحية وما تحمله من شذوذ وخروج على ناموس القيم الدينية والفطرة السليمة ، وهذه التي تروج لها اليوم شركات ومراكز متخصصة لأغراض الكسب المادي ، وكذلك لغرض آخر خفي وهو التأثير السلبي على شخصيات الشباب المتدين وإفقار الشعوب المتدينة وتجريدها من القدرة على العمل والإنتاج والإبداع ومن ثم تظل تبعيتها قائمة مع الدول المتقدمة وغير قادرة على الاعتماد على ذاتها فتظل أسواقها مفتوحة أمام الشركات الكبرى الرأسمالية والتي تسيطر اليوم على غالبية الاقتصاد العالمي .
2. الغزو الفكري والثقافي ، وذلك بإشاعة المذاهب الهدامة.. وهذه المذاهب الهدامة خطرها أكبر لأنها تشكل العقول وتجرفها في تيارات الإلحاد ومناهضة الأديان ، وبالطبع فثمة جهات ودول ومراكز عديدة في مقدمتها الحركات الصهيونية هي التي تروج لهذه المذاهب بغية شغل العقل المتدين والمسلم بالذات بأمور جدلية ، وإبعاده عن التدين الصحيح ، وتشكيكه في عقيدته وشريعته . وهناك على شبكة الانترنت اليوم العديد من هذه المراكز والمواقع التي تناهض الأديان وتمارس دورها في عمليات ( غسيل مخ الشباب ) ، وهي تقدم برامج علمية ومعلومات تهم الشباب ولكنها محملة بالمغالطات والسموم ، كما أنها تشكك الشباب في العلاقة بين العلم والدين ، وأن الدين هو أفيون الشعوب ، وأن الأديان هي التي تعطل التقدم والإبداع .. الخ . 3. كذلك هناك مواقع عديدة على الانترنت اليوم تقود الشباب من حيث لا يدري إلى العنف والجريمة والتطرف والإدمان ، وتقدم برامج تتسم بالجاذبية وتستخدم المنطق في عرض أفكارها ، ولكن أهدافها الخفية تنحو إلى استثارة الغرائز ، وإشاعة اتجاهات الانحراف والتطرف وذلك لترويج سلع معينة ، والاتجار في المخدرات والبرامج والأفلام المشبعة بالجنس والجريمة والعنف .
وكافة هذه الاستخدامات السلبية وغيرها بالطبع لها آثارها وتداعياتها على تربية الشباب وصرفة عن القيم والأخلاقيات وإهدار طاقاته بعيداً عن الإنتاج والعمل والإبداع ، ومن ثم فإن الخاسر الحقيقي هو أمتنا العربية الإسلامية ، لأن الانحراف نحو مزيد من الاستخدامات السلبية للانترنت سوف يخرجنا من حلبة المنافسة العملية والتقنية والتعليمية في عصر المعلوماتية ، ومن ثم يكرس حالة التخلف والتبعية التي تعاني منها أمتنا اليوم . وتوصلت الدراسات حول الآثار السلبية لاستخدام النت لعدة نتائج منها: 1. أن الاستخدام غير الأخلاقي للشبكة العنكبوتية قد يصل إلى آلاف المراهقين مما يؤثر سلباً على نمو شخصياتهم ويوقعهم في أزمات شخصية ، وأزمات قيمية لا تتماشى مع النظام الاجتماعي السائد ، وبخاصة عند التعامل مع المواقع الجنسية والإباحية . 2. أن المراهقين الذين يرتادون الصفحات والصور الإباحية على الانترنت ، لا يدري أولياء أمورهم عن طبيعة ما يتصفحونه وأن مستخدمي المواقع الإباحية على الانترنت تتراوح أعمارهم ما بين ( 12 – 17 سنة ) . 3. أن شبكة الانترنت تساعد في عمليات الغزو الثقافي والفكري للمجتمع.
دور التربية لمواجهة الاستخدامات السلبية لشبكة الانترنت : مما لا شك فيه أن كافة مؤسسات التربية ( النظامية وغير النظامية واللا نظامية ) معنية بمواجهة الاستخدامات السلبية لشبكة الانترنت ، وخاصة مع تزايد هذه الاستخدامات وإتاحة مساحة كبيرة من الحرية أمام الشباب من الجنسين ، وفي ظروف تزايد وقت الفراغ ، نتيجة البطالة التي أصابت قطاعات عديدة من الشباب وخاصة من مخرجات التعليم الجامعي ..
ويتأكد دور مؤسسات التربية في مجتمعنا ، من كون مبادئ وقيم العروبة والإسلام هي التي توجه ثقافتنا ونظامنا التعليمي ومن ثم فإن منظور التربية في مواجهة الاستخدامات السلبية لشبكة إنترنت سوف يستمد من توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية وهما المصدران الرئيسيان للتشريع والتوجيه الإسلامي ، يقول عز من قائل : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصرهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصرهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن ) ( النور : 30، 31 ) ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام " لكل بني آدم حظ من الزنا فالعينان تزينان وزناهما النظر .. ( مسند الإمام أحمد ، ج2، ط1 ، 1993 ) .
ولعل التوجيهات التربوية التالية تعزز من الأداء التربوي للآباء والأمهات والمعلمين والإعلام وكافة مؤسسات التربية ، وذلك فيما يلي: 1. تحصين الشباب وبالذات في المرحلتين الثانوية والجامعية بوجهة نظر الدين فيمن يرتكب المعاصي الأخلاقية ، وضرورة أن ينأى الشاب والفتاة عن الوقوع في مثل تلك المعاصي ، وأن يتم ذلك في المدارس والجامعات من خلال توجيهات المعلمين ، والمناهج الدراسية ، ومن خلال الندوات التي تنعقد باستضافة كبار العلماء ورجال الدين وأساتذة التربية وعلم النفس والاجتماع وقادة الرأي والفكر في المجتمع .. والبحث في إمكانية طرح مقرر مستقل حول كيفية الاستفادة من استخدام الانترنت في المرحلتين الثانوية والجامعية .
2. ضرورة مشاركة الآباء والأمهات أولادهم وبناتهم في العمل على الانترنت ومصاحبتهم ومناقشتهم فيما يعرض على الشاشات ، وأن يتوفر الوقت اللازم من جانبهم لتلك المشاركات ، فالرقابة المنزلية أمر في غاية الأهمية .
3. أن تسعى مؤسسات التربية إلى مخاطبة ضمائر الشباب وإيقاظهم وتحذيرهم من الوقوع في براثن المواقع الإباحية ، فهي بالإضافة إلى كونها تدخل الشباب في دائرة المعاصي ، فهي لها أيضاً آثارها وتداعياتها الصحية والنفسية والاجتماعية، والأخلاقية ، وأن التعامل مع هذه المواقع يبدد انتباه الشباب ويشتت وعيه ويصرفه عن الإنتاج والإبداع . 4. من الأهمية أن تتوالى الدراسات والأبحاث التربوية والنفسية حول طبيعة الاستخدامات لشبكة الانترنت من جانب الشباب وفهم الدوافع وتقصى وجهات نظرهم من مواجهة الاستخدامات السلبية .
5. ضرورة أن ينهض الإعلام بدور تربوي إزاء قضية الاستخدام السلبي لشبكة الانترنت ، وذلك عبر الفضائيات وفي إطار البرامج الدينية والبرامج الموجهة للشباب ، وبحيث تبرز هذه البرامج خطورة هذه الاستخدامات على الفرد وعلى المجتمع .
6. ومن منطلق أن الفكر المنحرف يحتاج إلى فكر صحيح يناهضه ويفند مزاعمه ، فإن من الأهمية إنشاء مواقع متخصصة على شبكة انترنت تدار بواسطة قادة التربية والفكر والدعوة لتضاد المواقع اللا أخلاقية والمواقع المشبوهة التي تغزو عقول شبابنا العربي ، ومن ثم يتوجه الشباب إلى هذه المواقع الفكرية والأخلاقية وتخاطب الشباب بلغتهم ، وتشبع لديهم الفهم والمعرفة وتحصنهم لمواجهة المواقع الإباحية والمشبوهة ..
وثمة إجراءات متعددة يمكن اتخاذها من قبل هيئات ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الفكر والثقافة والجمعيات العلمية والأدبية والنوادي الصيفية وغيرها لكي تؤازر عمل المدرسة والجامعة في ترشيد استخدامات شبكة الانترنت .
| |
|