حقق برشلونة كل ما كان يرجوه هذا الموسم الذي كان الأفضل على الإطلاق في تاريخه على مستوى جميع الرياضات، لذلك يبدو من الطبيعي أن يبحث هنا و هناك في سوق الإنتقالات عن أسماء جديدة تمنحه دفعة قوية لخوض غمار الموسم الجديد و المنافسة مجدداً على الألقاب.
اسم البارسا،ـ ارتبط منذ فوزه بدوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد في نهائي ويمبلي بالتعاقد مع الأسماء اللامعة على الساحة الكروية الأوروبية و من ضمنها جيوسيبي روسي، أليكسيس سانشيز و سيسك فابريجاس لكن و على ما تبدو عليه الأمور حتى الآن، هو يسير في الطريق الخطأ لتقوية صفوفه بالنظر إلى فتحه الباب أمام رحيل العديد من الناشئين من مدرسته الكروية التي تعد مفتاح نهضته الكروية المثالية!
ليس من العيب الاهتمام بنجوم كبار سحروا متتبعي كرة القدم الأوروبية و العالمية لكن ليس من الجيد التخلي عن المبدأ الذي كان الأساس في نجاحاتك، فبرشلونة الآن يسير في خطى ريال مدريد "الجلاكتيكوس" الذي مايزال يدفع ثمن تخليه عن أبنائه و ركضه باستمرار خلف النجوم و أصحاب الشهرة و المال.. فالبارسا يخطو على هذا النحو و قد نسي أن ميسي، تشافي، إنييستا، بيدرو، بويول، فالديس و آخرون لم يحتج لدفع يورو واحد للتعاقد معهم مع أنهم صنعوا مجداً و تاريخاً عظيماً يصعب تكراره مع جيل آخر من اللاعبين.
ربما ما يشعر به لاعبو البارسا في الوقت الحالي ليس بغريب علينا في حياتنا اليومية حيث يتخذ خلالها المدراء و المسؤولون قرارات تبدو صائبة في وجهة نظرهم لكنها في حقيقة الأمر، خاطئة و لا تخدم أبداً صالح مؤسساتهم -الأندية-.
لعل تصريحات بويان كركيتش الماضية التي امتعض خلالها من سياسة برشلونة الجديدة و تعبيره عن استيائه العميق حول رغبة الفريق في مقايضته بنجم فياريال جيوسيبي روسي مع "حفنة من الذهب"، خير دليل على أن برشلونة خرج عن "السكة" و بدأ يتهاوى و يفقد توازنه الذي كان يُحسد عليه خلال السنوات الماضية و جنى ثماره مع بيب جوارديولا بحصد العديد من الألقاب الهامة.
القائمة الطويلة للاعبين الناشئين المنسيين تضم أسماء أخرى غير بويان كركيتش و منها: جيفرين سواريز، مارتن مونتويا، تياجو ألكانتارا، مارك بارترا و جوناتان سوريانو.. و هؤلاء جميعاً يمثلون مستقبل برشلونة بدون أو مع جوارديولا و يجب إعادة التفكير في مستقبلهم و محاولة ضبط الأمور من جديد و الحفاظ على المشروع الضخم للنادي و الذي أصبح النموذج الأنجح و الأفضل للوصول إلى عرش كرة القدم العالمية.
شيء آخر، من الضروري أن يفكر فيه برشلونة و هو التفكير في استراتيجية جديدة و تغيير سياسته في سوق الإنتقالات بعد أن أثبت خلال السنوات القليلة الماضية فشله الكبير في تعزيز صفوفه بالشكل المطلوب إذ تعاقد مع لاعبين صاعدين، انطفأت نجوميتهم في أوج النهار بسبب عدم حصولهم على الثقة و الوقت الكافيين كهنريكي، كاسيرس و كيريسون.. و الأكيد أن لا شيء حُسم و تبقى الأمور على حالها حتى انتهاء فترة الإنتقالات الصيفية لمعرفة ما حدث و استجد في قلعة البلاوجرانا.